تخاريف الحزب الوطنى

أكد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أن البرنامج الانتخابي للحزب الذي أطلقه مؤخرا ويخوض به انتخابات المجالس المحلية شامل ويعكس احتياجات المواطن ويعبر عن أحلامه وطموحاته ويحولها إلي وقائع وأفعال.. مشيراً إلي أن البرنامج أعدته لجنة السياسات يقدم برنامجاً خاصاً لكل وحدة محلية يطرح القضايا الأساسية المهمة بكل قرية.


و حول الموضوع نفسه قال جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات إن الحزب يتقدم بمنظومة إصلاح جديدة تتضمن تطويراً للمحليات حيث تعد الانتخابات القادمة فرصة حقيقية لنقل الإنجازات التي تحققت علي المستوي القومي ونشرها ليشعر بها كل مواطن ونلتزم خلالها بتنفيذ التعهد الرئاسي بإصلاح المحليات وتفعيل الأدوار المهمة للمجالس الشعبية.
هذه التصريحات ما هى الا جمل انشائية أو شعارات رننانة أو كلام خيالى ، لأنهم يتكلمون وهم فى وادٍ ، والشعب المسكين يعيش فى ظروف غاية فى الصعوبة فى وادٍ آخر ، الحزب الوطنى يعيش أيامه الأخيرة ، و ما يقوم به الآن من أساليب قمعية ضد من يرغب فى الترشيح لإنتخابات المجالس المحلية الشعبية يًُذكرنا بمدرب فريق كرة قدم فاشل ، هذا الفريق ضعيف جدا ، ولا يستطيع أن يفوز على أى فريق منافس ، ولأن هذا المدرب يعانى من مرض نفسى ، فانه يريد أن يفوز فى أى مباراة ليتفاخر بذلك أمام الآخرين ، وللوصول الى ذلك أتى بأفراد فريقه ، وأمرهم بنزول الملعب وهم أحد عشر لاعبا ،وليس أمامهم فريق منافس ، حتى ولو من اللاعبين الإحتياطيين ، و المرمى المقابل بدون حارس ،وبدأت المباراة الوهمية ...،هذا هو حال الحزب الوطنى الحاكم الذى لايريد أن ينافسه أحد .
يُفهم من هذه التصريحات أن برنامج الحزب الوطنى لم يتم الانتهاء من اعداده الا منذ عدة أيام - ما شاء الله على امكانياتهم السياسية والثقافية والتنظيمية !!!- ، وفى ذات الوقت فانهم يؤكدون أن هذا البرنامج منبثق من برنامج الرئيس الإنتخابى الذى مازالوا يتذكرونه ونسيه الناس ، والغريب أنك لو جمعت كل مرشحى الحزب الوطنى وسألتهم عن مضمون برنامج الرئيس ، وما فيه من خطوط عريضة ، أو سألتهم عن عن برنامج الحزب الوطنى للمحليات فانك لن تسمع من أحدهم أى اجابة .
انهم يتكلمون وكأن الشعب المصرى يعيش فى جنة يتللذ بخيراتها بلا منغصات ، يدعو ليلاً ونهاراً للحاكم ومن يحيطون به بطول البقاء والنصر على الأعداء ، لأن زجاجات الزيت فى " الكراتين " تملأ بيوتهم ، والخبز من وفرته يرمون به للقطط والكلاب فى الشوارع والحارات ، وكذلك اللحوم والأسماك أسعارها متدنية فى متناول المواطن الفقير، وبالجملة كل الضروريات بل والكماليات متوفرة لديهم وبكثرة ، إنها تخاريف الحزب الوطنى .
الواقع الذى يعيش فيه الناس يتناقض تماما مع هذه التصريحات البراقة ، فأعداد القتلى والمصابين تتزايد يومياً نتيجة المشاجرات أمام المخابز ، ومعدل البطالة يرتفع ، وأخبار المجتمع المصرى تتحدث عن الإدمان والبطالة والإنتحار وزيادة معدل حالات الطلاق وارتفاع معدل الجريمة ،وانتشار المحسوبية والواسطة والرشاوى ، وغير ذلك من الكوارث المستمرة والتى لم تنتهِ نتيجة السياسات الفاشلة لحكومات الحزب الوطنى المتعاقبة .
أى مواطن يستمع الى هذه التصريحات العجيبة والمريبة اما أن يُقنع نفسه بأن قادة الحزب الوطنى هم العقلاء ، وأن أفراد الشعب المصرى هم المجانين لأنهم لايستطيعون استيعاب هذه التصريحات ، أو أنهم ينكرون انجازات الحزب الحاكم التى لاينكرها الا جاحد ، ويمكن أن تكون هذه التصريحات صحيحة وصادقة ليس بالنسبة لجماهير الشعب الكادحة، ولكن بالنسبة لقلة قليلة من الأفراد المستفيدين والمحيطين بالنظام الحاكم ، فهم يعيشون كما يعيش الملوك والأمراء ، يجدون أمامهم كل ما يطلبونه ، أحلامهم تتحقق بمجرد اشارة تصدرمنهم .
ان النظام الحاكم يتعامل مع الشعب المصرى على أنه شعب صبور ، وأن صبره بلا حدود ، وأنه سيظل صامتا الى الأبد ، يتعامل هذا النظام مع الشعب على أنه قد استمرأ المرض والجهل والفقر والظلم والديكتاتورية .
والحقيقة التى يتجاهلها الحرب الوطنى نفسه هى أن الشعب المصرى قد شرع بالفعل فى التحرك للحصول على حقوقه الشرعية بالإحتجاجات والمظاهرات والوقفات والإعتصامات ، وبدأ يفكر فى العصيان المدنى ، فهل سيستغنى الحزب الحاكم عن غروره و كبريائه المزعوم ويتنازل عن مقاليد الحكم ليحكم الشعب نفسه بنفسه ، ليتنفس الصعداء ، ويتنفس كذلك هواء الحرية كما تتنفسها الشعوب الأخرى .