قال تعالى" ولا تهنوا فى ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما " . سورة النساء .." ايه 142"
نرى من خلال هذه الايه البشارات السعيدة التى وعد بها المؤمنون والتى عليهم ان يتذكروها
فى اللحظات العصيبة ، قد يأتى الى عقولنا انه لا مخرج لامتنا من المأزق التى هى فيها .. لكن يجب علينا ان نتذكر ان الله عز وجل قد وعد بنصرة هذه الامة وقتما تشاء ارادته وبناء على حكمته
قد نكون فى موقف ضعيف فى الوقت الحالى لكننا على يقين ان هذا الموقف سو ف يتغير الى قوة .. يقول الامام احمد ان الظلم لن ينتصر على الحق اذا كانت قلوبنا متعلقة به نحن على يقين من ان الحق سيزهق الباطل وسيكون النصر قريبا للمسلمين عندما نأخذ بأسباب النصر بامر الله .
* * بعض المواقف من سيرة الرسول "ص" تؤكد هذا المعنى :
النبى فى الطائف : عندما اشتد بالرسول " ص" الاذى والكيد من كفارمكة توجه الى الطائف بلد
اخواله وخالاته لعله يجد منهم الدعم والنصرة لدعوته .. لكنهم قابلوه بطريقة فظة حيث شجعوا غلمانهم ان يرموه بالحجارة حتى ادميت قدماه الشريفتين " ص" . توجه بعدها الى مكه بعزم
واصرارلاستكمال دعوته للناس الى الاسلام وتبليغ رسالته بروح عظيمه من الحمية والحماس ..
قال له زيد بن حارثة مولاه: " كيف تذهبمرة اخرى الى مكة بعد ان نفتك قريش ؟ فرد عليه لابد
ان ينتصر الله لرسالته ونبيه " .
* * النبى "ص" بصحبة ابو بكر الصديق رضى الله عنه فى الهجرة :
جهز كفار قريش ندوة عاجلة لتتبع اثر الرسول " ص" وصاحبه والبحث عنهما فى كل مكان لكى
يمسكوا بهما .. قرروا ان يسدوا كل الطرق التى تخرج من قريش .. كان الثمن عال جدا لمن
يمسك بهما . وكانت الوسائل المستخدمة هى المشاه وراكبى الخيول والبصاصين لحصار
المدينة .. وبمجرد ان وصل الكفار الى الغار الذى يختبأ فيه الرسول " ص" وصاحبه همس ابو بكر
رضى الله عنه الى النبى " ص" بقوله المشهور : " لو نظر احدهما تحت قدميه لرانا" . فرد عليه
النبى " ص" الواثق من نصر الله له : " يا ابو بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ " كانت بالفعل معجزة الهية فالمطاردون كانوا بالفعل على بعد خطوات معدودة من الغار . لكن الله سبحانه وتعالى قد حفظهم من الكفار لكى يكملوا الهجرة الى المدينة ويبدأ المشوار الصعب لنشر الدعوة .......ان ما نحتاجه نحن المسلمون هو ان نجددالعهد مع الله سبحانه وتعالى ونتمسك
بالقران والسنة وما جاء فيهما من تعاليم واسس ومبادىء علمنا اياها الحبيب محمد "ص" .