أبو بكر الصديق رضى الله عنه : سبقه رضى الله عنه الى الاسلام .
أول ما يلفت النظر هو سبقه رضى الله عنه الى الاسلام .. فمن المعروف أنه أول الرجال اسلاما فقد أسلم أبوبكر الصديق دون أن يأخذ أى وقت للتفكير لأن الأمر كان واضحا كوضوح الشمس ولذلك التروى فى مثل هذه الأمور يصبح حماقه لأن الأمر واضح وظاهر ولا يحتاج الى التفكير أو التروى .. روى البخارى عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : قال رسول الله "ص" : " هل أنتم تاركوا لى صاحبى ؟ هل أنتم تاركوا لى صاحبى ؟ " قال "ص"
ذلك لما حدث خلاف بين أبو بكر الصديق رضى الله عنه وأحد الصحابه رضى الله عنهم أجمعين ... ثم أكمل "ص" مسوغات أن يتركوا له صاحبه رضى الله عنه قال : انى قلت : أيها الناس انى رسول الله اليكم جميعا . فقلتم :كذبت
وقال ا[وبكر : صدقت .. اذن هى فضيله ولا شك أن أسرع الى الاسلام وسبحان الله مرت الأيام وصدق رسول
الله " ص" اولئك الذين كذبوه من قبل .. لكن كان ا[و بكر الصديق هو الفائز بأجر السبق . قال تعالى : " والسابقون السابقون . أولئك المقربون. فى جنات النعيم " سورة الواقعة ... الأيام التى تمر لا تعود أبدا الى يوم
القيامه . فالذين تأخر اسلامهم لاشك أن الحسرة كانت تأكل قلوبهم على أيام ضاعت فى ظلمات الكفر . ولاشك أن
الذى سارع الى الخيرات استمتع بهذه الأيام التى قضاها فى الايمان . قال تعالى : " لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أوائك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير " سورة الحديد ....
فالأعمال لها أجران . أجر السبق نفسه .. وأجر المبادرة اليه .. والسبق فى تنفيذه وقد يكون أجر السبق أسرع من أجر العمل لأنها تكون بمثابه السنه الحسنة التى تسنها لغيرك . فيقلدونك فيكون لك أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا .... روى الامام مسلم عن جرير بن عبدالله رضى اله عنه قال: قال رسول
الله "ص" " من سن فى الاسلام سنة حسنه فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم
شيئا .. ومن سن فى الاسلام سنة سيئه كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا ".